هل “طعنت” موريتانيا المغرب باستقبالها وفدا من “البوليساريو” ؟
هل “طعنت” موريتانيا المغرب باستقبالها وفدا من “البوليساريو” ؟
هل “طعنت” موريتانيا المغرب باستقبالها وفدا من “البوليساريو” ؟:
تعود من جديد لغة “الاستفزاز” في خطاب الرئيس الموريتاني تجاه المغرب، ولد الشيخ الغزواني، بعد استقباله وفدا رسميا لما يسمى بـ” جبهة البوليساريو”، وجعله الأول في جدول الأعمال ثم وضع استقبال السفير المغربي بنواكشوط في المرتبة الثانية.
ونقلت وكالة الأنباء الموريتانية، أن ” الغزواني تسلم رسالة من رئيس تنظيم “البوليساريو” “، ووصفته في قصاصتها بـ”فخامة الرئيس” في تجاوز “واضح” للمقتضيات الدولية الخاصة بالأمم المتحدة، والتي لا تعترف بوجود ما يسمى بـ”الدولة الصحراوية”.
وفي مؤشرات “خطيرة” نقلتها وكالة الأنباء الرسمية، والتي تعتبر الناطق الرسمي بالرئاسة الموريتانية، قالت إن ” الرسالة سلمها ما سمته بـ”معالي الوزير، المستشار بالرئاسة، المكلف بالشؤون الدبلوماسية”، محمد سالم ولد السالك، خلال استقبال خصه به فخامة رئيس الجمهورية، وتم خلاله استعراض علاقات التعاون بين “البلدين الشقيقين” “.
وبعد هذا التجاوز “الخطير” من قبل الرئاسة الموريتانية، عمدت السلطات الموريتانية لاستقبال السفير المغربي، الذي وجد في استقباله وزير الخارجية وليس الرئيس الغزواني، الأخير الذي فضل استقبال طرف “غير معترف” به على المستوى الدولي، على سفير رسمي لدولة “محورية” في المنطقة.
ويطرح السلوك المورتاني “الخطير” تساؤلات عديدة، حول الرسائل التي ترسلها موريتانيا للرباط، وهل بدأ النفوذ الجزائري بالجار الجنوبي للمملكة يتوسع ليصل موقف نواكشوط من قضية الصحراء، إذ يقول رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، محمد سالم عبد الفتاح، إن ” النظام الموريتاني ما يزال مرتبطا بالإيديولوجية التي رعتها أنظمة سابقة خلال الحرب الباردة والتي تدعم الأطروحة الإنفصالية”.
وأضاف سالم عبد الفتاح في حديثه لـ”الأيام 24″، أن موريتانيا تتعرض لابتزاز واضح من طرف أعداء الوحدة الترابية المغربية، إذ يتم توظيف المنح المالية ضمن سياسة “دفتر الشيكات” التي ترعاها الجارة الشرقية الجزائر، إلى جانب توظيف بعض الملفات الأمنية من خلال الجماعات المسلحة، وعصابات الجريمة المنظمة في مقدمتها تنظيم البوليساريو”.
وأورد رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أنه ” رغم هذا الابتزاز الجزائري، فموريتانيا لحدود الساعة ما تزال تتمسك بالحياد الإيجابي من ملف الصحراء، غير أنه ميدانيا فنواكشوط تدعم المغرب في القضية وهو ما سبق وتم تأكيده في أزمة “الكركرات” “.
واستطرد المتحدث ذاته قائلا: ” موريتانيا عكفت على خطوات ميدانية همت مواجهة خطوات جبهة البوليساريو في التصعيد العسكري، إذ قامت القوات الموريتانية بتعزيز قواتها العسكرية بمنطقة الشمال، وتكثيف عمليات المراقبة، وهو ما منع البوليساريو من استخدام موريتانيا كمنفذ لضرب السيادة المغربية”.
وخلص سالم عبد الفتاح، إلى أن ” موريتانيا اليوم مطالبة بتصحيح مواقفها غير المنسجمة مع موقفها الحيادي من قضية الصحراء، ومع الشراكة الاستراتيجية مع المملكة المغربية، الأخيرة التي تقدم دعما على جميع المستويات لنوكشوط”.