خبيرة تحذر من الإجهاد المائي في جهات من المغرب
خبيرة تحذر من الإجهاد المائي في جهات من المغرب
خبيرة تحذر من الإجهاد المائي في جهات من المغرب:
أكدت المهندسة المعمارية والمتخصصة في التراث، سعاد بلقزيز، أن الإجهاد المائي، الذي تشهده حاليا جهات واسعة بالمغرب، بما فيها جهة مراكش – آسفي، يفرض تدبيرا جديدا للماء، من شأنه الحد، بشكل كبير، من تبذير هذه المادة الحيوية.
وقالت السيدة بلقزيز، في حديث لقناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش المعرض الجهوي للماء بجهة مراكش – آسفي، إن “الإجهاد المائي الكبير الذي تعرفه بلادنا يتطلب إعادة التفكير في استراتيجية التدخل برمتها، وفي طريقة تدبير هذه المادة الحيوية”.
وأوضحت السيدة بلقزيز، وهي أيضا رئيسة جمعية تراث للمحافظة على التراث المادي واللامادي لمراكش وناحيتها، أن أكبر ضياع يقع جراء تسربات المياه في الشبكات تحت الأرضية، أي ما بين 30 و60 بالمئة من المياه، مشيرة إلى أن هذا الضياع يرجع إلى ضعف إحكام إغلاق الأنابيب، وتدهور الشبكة ومشاكل ضغط الماء، وغيرها.
وتابعت أن حوالي 50 بالمئة من المياه يتم فقدانها بالمغرب بسبب التسربات من الأنابيب، مضيفة “نسجل أن الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش أعلنت عن ضياع 35 بالمئة فقط من المياه بمراكش”.
ودعت الخبيرة، من أجل تجنب هدر ما يقارب من نصف المياه، إلى اللجوء إلى حلول رقمية وإلى الذكاء الاصطناعي، باعتبارها “أفقا مبتكرا يمكن أن يحل بفعالية مشاكل الخسائر الكبيرة في الماء على صعيد المدينة”.
وكشفت أن “الإشكالية الثانية التي تطرح بالمدن تكمن في ضياع مياه الأمطار، التي لم تعد تتسرب إلى الفرشة المائية، والتي تضيع في الشبكات تحت الأرضية، مسببة في الفيضانات والتلوث”، داعية إلى اعتماد حلول مبتكرة تجعل المدينة قادرة على احتواء الماء، وذلك في إطار مقاربة للتنمية المستدامة.
وفي جناح جمعية تراث، تشرح بلقزيز للزوار أن التقنيات العريقة لجلب الماء من أماكن بعيدة وتخزينه والاقتصاد في استعماله، هي اليوم تراث حقيقي ينبغي الاستفادة منه .
وسلطت الضوء، في هذا الصدد، على مفهوم قنوات المياه للنظام المائي القديم للخطارات، الذي وضعه علماء رياضيات متخصصون، الذين كانوا يقومون بحسابات دقيقة لتحديد المنحدرات التي تمر منها القنوات من أجل تجنب مشاكل ضغط المياه.
وقالت بلقزيز، مؤلفة كتاب “معجزة الماء – مراكش مدينة البساتين المثالية”، الذي يتناول التطور العمراني للمدينة الحمراء خلال القرون الماضية وفي عهد الأسر الحاكمة المتعاقبة على المغرب، إنه “في إطار مهمتنا، نقترح حلولا مبتكرة لتدبير الماء، والتي تندرج في إطار مقاربة للتنمية المستدامة”.
وهدف المعرض، الذي نظمته، على مدى يومين، وكالة الحوض المائي لتانسيفت تحت إشراف وزارة التجهيز والماء، إلى تحسيس المواطنين والفاعلين المؤسساتيين والقطاع الخاص بترشيد استعمال الماء، ومحاربة جميع أشكال تبذير هذه المادة الحيوية، وحمايتها من التلوث.
ومع