بتدخل أمريكي.. مفاوضات سرية للتطبيع بين موريتانيا وإسرائيل فهل يستفيد المغرب؟
بتدخل أمريكي.. مفاوضات سرية للتطبيع بين موريتانيا وإسرائيل فهل يستفيد المغرب؟
بتدخل أمريكي.. مفاوضات سرية للتطبيع بين موريتانيا وإسرائيل فهل يستفيد المغرب؟:
أدت التحولات التي تعرفها مختلف مناطق العالم خاصة بعد جائحة كوفيد 19 والحرب الروسية الأوكرانية إلى تغيير خارطة التحالفات خاصة في منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، بعد أن قامت العديد من الدول بـ”طرد” القوات الفرنسية وفتح الباب أمام روسيا، في حين تسير دول أخرى كموريتانيا والصومال والنيجر وإندونيسيا نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو ما يعني في حالة إذا ما تحقق، ستنخرط موريتانيا في وقف التمدد الإيراني في المنطقة عبر الجزائر وبلا شك انخراطا في دعم المقترح المغربي حول الصحراء.
حيث كشف موقع ” إسرائيل هيوم”، أن إسرائيل تعمل على توسيع اتفاقيات أبراهام مع أربع دول أخرى، كاشفا أن وزير الخارجية إيلي كوهين يعمل على تطبيع العلاقات مع موريتانيا والصومال والنيجر وإندونيسيا.
وأضاف المصدر ذاته، أن “رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو – بالطبع – أيضًا في جهود وراء الكواليس، مثل وزير خارجية الولايات المتحدة أنطوني بلينكين، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، وعاموس هوشستين، الذي توسط في الصفقة البحرية الإسرائيلية اللبنانية”.
وأوضح الموقع الإسرائيلي، أن “المفاوضات مع موريتانيا في حالة متقدمة، كما ألمح كوهين الأسبوع الماضي في اجتماع مع وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك، طلب خلالها رسميًا منها مساعدة إسرائيل في تحقيق انفراج في مواجهة موريتانيا والنيجر”. مضيفا أن إسرائيل وموريتانيا أقاما علاقات دبلوماسية من قبل حيث تأسست عام 1999، ومشيرا إلى أن الجهورية الإسلامية الموريتانية قطعتها عام 2008 بسبب حرب غزة.
في هذا الإطار، يقول المختص في العلاقات الدولية، حسن بلوان، إن موريتانيا وعلى عدة فترات زمنية كانت سباقة في تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، مضيفا أنه في حالة تحقق هذا التطبيع فإن المملكة المغربية ستسجل العديد من النقاط على المستوى الدبلوماسي.
وأوضح بلوان في حديثه مع موقع “الأيام 24″، أن أول هذه النقاط هو انكشاف لعب الجزائر بالقضية الفلسطينية، متسائلا: هل ستتخذ نفس المواقف التي اتخذتها بعد استئناف المغرب للعلاقات مع إسرائيل.
وأضاف بلوان أنه سيكون هناك تنسيق قوي بين الدول العربية الموقعة على اتفاقيات “ابراهام”، حيث سيستفيد المغرب فيما يتعلق بقضية الصحراء، مضيفا أن العلاقات المغربية دخلت في طور جديد منذ وصول الرئيس الغزواني إلى سدة الحكم، وهو ما يؤكد الحياد الإيجابي لموريتانيا في قضية الصحراء المغربية رغم التهديدات التي تقوم بها الجزائر في حق هذه الدول باعتبارها فاعل مباشر وغير مباشر في قضية الصحراء.
وأبرز المختص في العلاقات الدولية، أن ثاني العلاقات الموريتانية مع أوروبا والولايات المتحدة الأميركية هي في ازدياد متواصل مع العلم أن الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية تحاول أن تدفع قدما في اتفاقيات ابراهام.
وأشار المتحدث نفسه، إلى أن هذا الاتفاق في حالة إذا حصل سيساعد أيضا في وقف التمدد الإيراني في المنقطة الذي بدأ يدخل عبر الجزائر كما سيساعد في وقف تسليح جبهة البوليساريو بالدورنات الإيرانية، مشيرا إلى أيضا إلى وقف التمدد الروسي في منطقة الساحل والصحراء والتي تعتبر الجزائر أيضا مدخلا مهما له.
وأضاف بلوان أن من أهم النقاط التي ستستفيد منها المنقطة في حال إبرام هذا الاتفاق هو مشروع أنوب الغاز نيجيريا المغرب، حيث تعتبر موريتانيا لاعبا مهما في مجال الغاز بالنظر إلى الاكتشافات الأخيرة إضافة إلى التنمية في منطقة غرب إفريقيا وعلى امتداد المناطق الأطلسية من القارة.
من جهة أخرى، أبرز الموقع الإسرائيلي، أنه لم تكن هناك علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والصومال، ولكن خلال العام الماضي، ذكرت التقارير أن رئيس البلاد حسن شيخ محمود مهتم بإقامتها. كما أن القدس مهتمة أيضًا بموقع الصومال الاستراتيجي المهم بين خليج عدن والمحيط الهندي عند مدخل البحر الأحمر.
وأضاف المصدر ذاته، أنه “مع النيجر، لم تكن لإسرائيل أبدًا علاقات دبلوماسية رسمية أيضًا، وحتى تلك التي كانت موجودة بالفعل عانت بشكل غير رسمي خلال حرب يوم الغفران والانتفاضة الثانية، لكن لم تُبذل أي جهود لإعادة تأسيسها منذ ذلك الحين”.
كما أشار الموقع إلى أن تهتم القدس بتطبيع العلاقات مع النيجر لأنها مورد عالمي لليورانيوم وعلاقاتها بإسرائيل قد تمنع بيع المواد لدول معادية وتقلل من عدد الدول التي تصوت ضد إسرائيل في المحافل الدولية.
وأكد المصدر نفسه، أن كوهين “يعمل أيضًا على تطبيع العلاقات مع إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية في العالم. على الرغم من أن جاكرتا ليس لديها علاقات دبلوماسية رسمية مع القدس، إلا أنه كانت هناك روابط غير رسمية في التجارة والتكنولوجيا والسياحة”.